جاجتا مشرف
عدد الرسائل : 31 الجنس : انثى الدوله : ksa تاريخ التسجيل : 22/06/2009
| موضوع: وكم خروفٍ نهشناه بأيدينا الأربعاء مارس 17, 2010 11:45 pm | |
| [] e]size] أمتي لاتقرأ!!
لماذا هذا الحال المشين ؟
هل القراءة جنون ؟
هل عاشق القراءة معقّدا ؟
هل من يؤثر البحث على الترفيه واللهو يصبح مريضا نفسيا ً ؟
إنها معاناتي ومعاناة أمة
ينظرون إلى المفكرين والنخب ويفتخروا
يرون من حولهم لايقرأ فيعتزوا
أي تناقض هذا ؟؟؟؟
إنني أكابد حتى أقرأ
تارة جهارا واخرى خفية
وأسلو مع كتابي
مشكلتي أن وقتي يملك جله غيري !
فأنا متحكم رئيسي لكنه غير فعال !
أتعلمون أني عندما أقرأ يشار لي بالمرض والهلوسة
آخرها انهم يفكرون باخذي لطبيب نفسي !!!
عجبي ...
أريد منكم أحبتي أن ترشدوني
فالامر يحتاج الى مشورة
شاكرة لكم ...
وقد حركت كلماتها الكثير بداخلي..ولعلنا في هذا البحث نجد الجواب على مرادها..
ولنبدأ مع إقتباس وجدته في مدونة القناص من كتاب رائع اسمه "الطرق الجامعة للقراءة النافعة" للدكتور محمد موسى الشريف, حيث تحدث في احد فصوله عن حب القراءة عند المسلمين, رداً على الذين يدّعون ان علماء المسلمين كانوا يكتبون عن جهل بالعلوم والثقافة, وأن الغربيين تفوقوا علينا في هذا المجال دائماً, فيقول:
" يردد كثير من الناس اليوم أن الغربيين يقرؤون كثيراً, وفي كل مكان, في الحافلات والطرق والأماكن العامة والحدائق وغيرها, ولكننا عندما ننظر إلى المسلمين الأوائل سلفنا نجدهم قد فاقوا في هذا المجال كل الأمم, وضربوا أروع الأمثلة في هذا الباب,
فمنها: كان الحافظ الخطيب البغدادي يمشي وفي يده جزءٌ يطالعه.
وكان الإمام الحافظ محمد بن موسى الحازمي يدخل بيته في كل ليلة ويطالع ويكتب إلى طلوع الفجر, فقيل للخادم: لا تدفع إليه الليلة بزراً (أحد انواع الدهون النباتية المستعملة لإنارة السراج) للسراج لعله يستريح الليلة, فلما جنَّ الليل اعتذر إليه الخادم لأجل البزر فدخل بيته وصفّ قدميه يصلي ويتلو إلى ان طلع الفجر.
وكان أبو بكر الخياط النحوي المتوفى سنة 286 يدرس في جميع أوقاته حتى في الطريق, وكان ربّما سقط في جرف أو خبطته دابّة. وهذه الصورة – وإن كانت غير مرغوبة على هذا النحو – تدل على الإهتمام البالغ بالقراءة.
ويقال إن الجاحظ لم يقع بيده كتاب قطّ إلا استوفى قراءته, حتى إنه كان يكترى دكاكين الكتبيّين ويبيت فيها للمطالعة.
وحكي أن ثعلب (إمام الكوفيين في النحو واللغة) كان لا يفارقه كتاب يدرسه, فإذا دعاه رجل إلى دعوة شرط عليه أن يوسّع له بمقدور مِسورة (متكأ من المجلد أو وسادة), يضع فيها كتاباً ويقرأ. وكان الشيخ عبد الحق الدهلوي دائم الاشتغال, مكباً على المطالعة في دياجير الليالي, حتى إنه قد احترقت عمامته غير مرة بالسراج الذي كان يجلس أمامه للمطالعة, فما كان ينتبه له حتى تتصل النار ببعض شعره.
وكان الأمير الكبير مرزا عبد الرحيم خان(أحد أمراء الهند) على بطولته وشهامته وانشغاله (لا يعفى نفسه عن مطالعة الكتب, فإذا كان على ظهر فرس وقت طعنة او نهضة رأيت الأجزاء في يدي, وإذا كان يغتصب رأيت الأجزاء في يد خدامه يحاذونه وهو يطالعها ويغتسل).
وكان الفيروز آبادى قد اشترى (بخمسين ألف مثقال ذهباً كتباً, وكان لا يسافر إلا وصحبته منها عدة أحمال, ويخرج أكثرها في كل منزلة فينظر فيها ثم يعيدها إذا ارتحل).
وكان المأمون ينام والدفاتر حول فراشه ينظر فيها متى انتبه من نومه وقبل أن ينام.
وكان المستنصر بالله ملك الأندلس (ذا غرام بالمطالعة وتحصيل الكتب النفيسة الثمينة الكثيرة حقّها وباطلها بحيث أنها قاربت نحو مئتي ألف سفر, وكان باذلاً في استجلاب الكتب, ويعطي من يتجر فيها ما شاء الله حتى ضاقت بها خزائنه لا لذّة له في غير ذلك.. وكان موثقاً في نقله قلّ أن تجد كتاباً إلا وله في نظر وفائدة, ويكتب اسم مؤلفه ونسبه ومولده). وهكذا – أخي القارئ – كان المثالان الاخيران لملكين من ملوك الإسلام دالّين على اهتمام حكام المسلمين أيضاً بالقراءة وحبهم لها.
وقال بن الجهم: إذا غشيني النعاس في غير وقت النّوم – وبئس الشيء النوم الفاضب عن الحاجة – قال: فإذا اعتراني ذلك تناولت كتاباً من كتب الحكم, فأجد استهزازي للفوائد, والأريحيّة (الأريحي: واسع الخلق, النشيط إلى المعروف, المرتاح للندى والعطاء) التي تعتريني عند الظّفر ببعض الحاجة, والذي يغشى قلبي من سرور الاستبانة وعز التبيين أشد ايقاظاً من نهيق الحمير وهدّة الهدم. وإذا استحسنت الكتاب واستجدته ورجوت منه الفائدة, ورأيت ذلك فيه, فلو تراني وانا ساعة بعد ساعة انظركم بقي من ورقة مخافة استنفاده, وانقطاع المادة من قلبه, وإن كان المصحف (أي الكتاب المجموعة كهيئة المصحف المجموع) عظيم الحجر, كبير الورق, كثير العدد, فقد تم عيشي وكمل سروري.
هذه الأمثلة غيض من فيض, ولو ذهبت أستقصي كل ما ذكر في هذا الباب لأتيت بأمر عظيم.
وللقارئ أن يسأل: هل عقمت النساء – من جملة ما عقمن – أن يلدن مثل هؤلاء؟ والجواب:
لا, إذ هناك من أفراد هذه الأمة المباركة من يقارب هؤلاء في حبهم للقراءة ودأبهم على المطالعة, ومن هؤلاء أديب العربية المعاصر فضيلة الشيخ على الطنطاوي رحمه الله تعالى, حيث يقول: (لو أحصيت معدّل الساعات التي كنت أطالع فيها لزادت على عشر في اليوم... فلو جعلت لكل ساعة عشرين صفحة أقرأ من الكتب الدسمة نصفها ومن الكتب السهلة نصفها, لكان في كل يوم مئتا صفحة, أتنازل عن نصفها احتياطاً وهرباً من المبالغة وخوفاً من الكذب, وإن كنت لم أكذب ولم أقل إلا حقاً فهذه مئة صفحة في اليوم, فاحسبوا كم صفحة قرأت من يوم تعلمت النظر في الكتب وامتدت يدي إليها. سبعون سنة, في كل سنة اثنا عشر شهراً, في كل شهر ثلاثون يوماً, في كل يوم مئة صفحة... كنت ولا أزال اقرأ في كل علم: في التفسير, وفي الحديث وفي الفقه وفي التاريخ وفي الأدب: الأدب العربي , والأدب الفرنسي, وفي العلوم على تنوّعها وتعددها). ومن سمعه ونظر في كتبه علم أن ما قاله حقّ. " واليوم صدق فينا القائل:
ـ" العرب لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يطبقون وإذا طبقوا لا يتقنون " مقولة يهودية تنسب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق موشي دايان
وقد اعجبتني مقولة الدكتور عائض القرني: بيننا وبين الكتاب عقدة نفسية، ونحن أمة اقرأ، ولكن ثقلت علينا المعرفة، وخف علينا القيل والقال، ولو سألت أكثر الشباب: ماذا قرأت اليوم؟ وكم صفحة طالعت؟ لوجدت الجواب: صفر مكعَّب إذا ركبت مع أوربي وجدته منغمساً يقرأ في كتاب، وإذا ركبت مع عربي وجدته يبصبص كالذئب العاوي، أو كالعاشق الهاوي، يتعرف على الركاب، ويُثرثر مع الأصحاب والأحباب
نحن شعب يأكل كل ماوصلت اليه يداه سل الصحون التباسي عن معالينا واستشهد البَيْضَ هل خاب الرجا فينا كم كبسة شهدت أنا جحافلها وكم خروفٍ نهشناه بأيدينا
يحتاج شبابنا إلى دورات تدريبية على القراءة، لأنهم وزّعوا الأوقات على السمر مع الشاشات أو متابعة آخر الموضوعات الإنسان بلا قراءة قزم صغير، والأمة بلا كتاب قطيع هائم، طالعت سِيَر العظماء العباقرة فإذا الصفة اللازمة للجميع مصاحبتهم للحرف وهيامهم بالمعرفة وعشقهم للعلم، حتى مات الجاحظ تحت كتبه، وتوفي مسلم صاحب الصحيح وهو يطالع كتاباً، وكان أبو الوفاء ابن عقيل يقرأ وهو يمشي، وقال ابن الجوزي: قرأت في شبابي عشرين ألف مجلده
وقال المتنبي: وخير جليس في الزمان كتاب
سألت شباباً عن مؤلفي كتب مشهورة فجاءت الإجابات مضحكة، قال صاحب كتاب فن الخطابة: العظمة هي قراءة الكتب بفهم، وقال الروائي الروسي الشهير تيولوستي: قراءة الكتب تداوي جراحات الزمن، وقال الطنطاوي: أنا من ستين سنة أقرأ كل يوم خمسين صفحة ألزمت نفسي بها
جمالَ ذي الدارِ كانوا في الحياةِ وهمْ بعدَ المماتِ جمالُ الكتبِ والسيَرِ
صح النوم يا شباب فقد انقضى العمر، وتصرّمت الساعات، وقتل الزمان بالهذيان وأماني الشيطان وأخبار فلان وعلاّن
استيقظوا يا أصحاب الهمم الهوامد، والعزائم الخوامد، والذهن الجامد، والضمير الراقد
وَلَو نار نفخت بِها أَضاءَت وَلَكن أَنتَ تَنفخ في رَمادِ
قاتل الله التسويف والإرجاف، وسحقاً لمن زرع شجرة:
ليت لتثمر له: سوف وتخرج له: لعلَّ.. ليذوق الندامة وَمُشَتَّتِ العَزَماتِ يُنفِقُ عُمرَهُ حَيرانَ لا ظَفَرٌ وَلا إِخفاقُ
حيّا الله الهمم الشماء، والعزيمة القعساء، التي جعلت أحمد بن حنبل يطوف الدنيا ليجمع أربعين ألف حديث في المسند، وابن حجر يؤلّف فتح الباري ثلاثين مجلداً، وابن عقيل الحنبلي يؤلف كتاب الفنون سبعمائة مجلد، وابن خلدون يسجّل اسمه في عواصم الدنيا، وابن رشد يجمع المعارف الإنسانية لولا لطائف صنع الله ما نبتتْ تلك المكارم في لحمٍ ولا عصبِ
وددتُ أنَّ لنا يوماً في الأسبوع يخصص للقراءة، ويا ليتنا نبدأ بمشروع القراءة الحرّة النافعة عشر صفحات كل يوم تُقرأ بفهم من كتاب مفيد لنحصد في الشهر كتاباً وفي السنة اثني عشر كتاباً، ولتكن قراءة منوّعة في ما ينفع لتتضح أمامنا أبواب المعرفة وتتسع آفاقنا، وتُنار عقولنا فيا أمة اقرأ هيا إلى قراءة راشدة، واطلاع نافع، وثقافة حيّة، ومعرفة ربانية
وسوف تنتهي بكم التجارب إلى أن الكتاب خير جليس | |
|
المتفائل مشرف
عدد الرسائل : 91 العمر : 28 الجنس : ذكر الدوله : المملكة العربية السعودية تاريخ التسجيل : 15/04/2008
| موضوع: رد: وكم خروفٍ نهشناه بأيدينا الأربعاء مارس 24, 2010 7:05 am | |
| مشكووووره على التجارب الحلوة | |
|